First Published 2007-06-09, Last Updated 2007-06-09 12:05:04
غربة الفلسطيني في بيته
حفريات إسرائيلية تسلب عرب القدس منازلهم الدولة العبرية تنشئ متحفا اثريا من بيوت الفلسطينيين المصادرة تحت اسم 'مدينة داود' في قلب القدس الشرقية. ميدل ايست اونلاينالقدس – من دان وليامز
تعيش وداد شعباني التاريخ ولكنها لا تحب حياتها كثيرا.
ذهب كثيرون من جيران الأرملة الفلسطينية الأصليين بعدما اشترى أرضهم صندوق تراثي اسرائيلي والآن يعيش الى جوارها مستوطنون يهود. وعلى مقربة تجري حفريات اثرية في اطار برنامج سياسي يعتبرها في افضل الاحوال ضيفة على المكان.
وتقول شعباني من منزلها "كان هناك نوع من المجتمع هنا ولكنني أجد نفسي غريبة بين جميع هؤلاء الناس". وأصبح منزل شعباني المكون من حجرتي نوم مكانا غريبا وسط المتحف المفتوح الذي يعرف باسم "مدينة داود".
واستقطع المتحف من وادي سلوان المزدحم أسفل اسوار المدينة القديمة وهو ضمن عدة مشروعات تنفذها اسرائيل في القدس العربية الشرقية منذ الاستيلاء عليها قبل 40 عاما في حرب 1967.
بالنسبة للفلسطينيين مثل شعباني فان ضم اسرائيل القدس الشرقية وهو ما لم يتم الاعتراف به دوليا قط كان سببا في بعض التحسن في ظروف الحياة ولكن صاحبه نوع من الشعور بغربة داخلية في ظل حكم الدولة اليهودية.
ويتعمق الشعور بالاستياء بصفة خاصة في القدس التي تتنافس عليها الديانات الثلاث مما يبرز الصراع الدائر رغم توحيد المدينة فعليا قبل أربعة عقود من الزمن.
ويحصل منظمو مدينة داود على تمويل من مانحين أجانب والحكومة الاسرائيلية. وهم لا يخفون هدفهم وهو زيادة تعداد السكان اليهود في مناطق من المدينة.
ويقول دورون سبيلمان المدير الدولي للمشروع "يعيش اليهود والعرب جنبا الى جنب في دولة اسرائيل في الوقت الحالي وايضا في مدينة داود يعيش اليهود والعرب جنبا الى جنب".
وقال "غير اننا نعتقد ان مدينة داود -القدس التوراتية- ومساحتها 14 فدانا ينبغي ان تكون مشروعا يهوديا فقط".
وشعباني مسيحية تزوجت من مسلم وتتحمل كل يوم ضجيج الحفريات الاثرية. ويطل عليها السائحون من انقاض "مدينة داود" التي اعيد تشييدها واحيانا يدخلون منزلها اعتقادا بانه جزء من عمليات الحفر.
كما يزورها ممولو "مدينة داود" الذين يحاولون اقناعها هي أو ابنائها ببيع المنزل ومغادرة المكان.
وتضيف "عرضوا علي في احدى المرات 50 الف دولار وفي مرة اخرى شيكا وقالوا لنا ان بوسعنا ان نكتب فيه المبلغ الذي نطلبه. ولكننا رفضنا وسنواصل الرفض".
وتذكر محاولات بعض جيرانها اليهود لمصادقتها لكنها تقول ان الخلافات الثقافية وانعدام الثقة السياسية مشكلتان كبيرتان وتضيف "ينبغي ان تكون حذرا تجاه نواياهم. كعربية اعلم انه يمكن استغلالي".
ويشكو مسؤولون فلسطينيون من ان عرب القدس الشرقية الذين باعوا ممتلكاتهم لليهود غالبا ما يقومون بذلك بعد سنوات من السخط نتيجة عدم مراعاة البلدية الاسرائيلية السكان المسلمين والمسيحيين.
ويقول الاسرائيليون ان الصفقات التي تصل قيمتها احيانا لملايين الدولارات قانونية وتتم بالتراضي من خلال وسطاء بسبب تهديدات بالقتل للبائعين الفلسطينيين. وقتل عربي من القدس الشرقية بالرصاص في الضفة الغربية في العام الماضي بعدما اتضح ان المنزل الذي باعه انتهي به المطاف في ايدي يهود.
واعترف سبيلمان بان القرون الماضية شهدت حكما مطولا للعرب والصليبيين والعثمانيين. ويضيف ان الاثار غير اليهودية التي تستخرج في مدينة داود تسلم للمتاحف الاسرائيلية ويضيف ان أحد هذه الاثار يرجع للحضارة الاسلامية.
ويقول سبيلمان "حلمنا ان يزور العالم باسره القدس ويتفقد المدينة".
وقال "يعيشون فوق الارض وتحت اقدامهم تاريخ يهودي وتاريخ عربي وتاريخ مسيحي".